للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبلبل البشر يشدو في الرياض على ... غصن المسرات يحبو من يذاكره

وعرف طيب ربا الآمال قد نشقت ... نفحاته حيثما فاحت ازاهره

والفجر لاح على الافاق معترضاً ... يزيل جيش الدجى عنا عساكره

وللمنى امتد من أهل التقى مقل ... قد شاقها لمراقي السعد فاخرة

وأعين الشام قرت غب ما يئست ... والدهر عن أهلها عفت نواظره

وقد اغيثت بمفتيها الذي ابتهجت ... به الورى وزكت فينا عناصره

من كف غرب الأسى عن قرع لامتها ... وقد كفتها عن الشكوى بوادره

وقد جلا بمواضي الحزم ما احتكمت ... ايدي الردى فيه واختلت مصادره

منها

صدر الموالي عماد الدين حامده ... شمس المعارف زاكي الوصف عاطره

من أصبح الدهر مختالاً بطلعته ... ومن سمت أنجم الجوزا مفاخره

الماجد الجهبذ المولى الذي بزغت ... شموسه فاهتدت فيها معاصره

مجرى يراع القضايا بالسداد على ... لوح الهدى لم تزغ عنه ضمائره

ما زل عن موقف التقوى له قدم ... ولا انثنت لهوى يوماً سرائره

مولاي يا من غدت أقلامه شهبا ... يرمى بها كل شيطان ينافره

اعر يتيمة فكر نظرتي كرم ... واغفر قصور معنى كل خاطره

وللمترجم معرباً معنى بالفارسية وهو قوله

لقد خضت بحر الحرب يطفو عبابه ... ونازلت في الهيجآء كل فتى قرم

وقارعت آساد الشرى فقهرتها ... واشبعتها ضرياً يحل عرى العزم

فما راعني الا وقطب حاجب ال ... غزال الذي الحاظه للحشا تصمي

فلما رأت عيني تهلل وجهه ... ومن حاجبيه حاللاً عقد الزم

تيقن طرفي صفحه ورضآءه ... وبشرت قلبي بالعناق وباللثم

لأن إذا حلت لأوتار قوسها ... ليوث الوغى كان الدليل على السلم

ومن ذلك قول العالم الفاضل أحمد بن علي المنيني

طلبت وصالاً من حبيب ممنع ... فأوتر قوس الحاجبين وقطبا

وفوق لي سهماً أصاب مقاتلي ... واصمى فوآدا بالصدود معذبا

فلما رأى ما برحت بي جفونه ... وقد عيل صبري والسلو تغيبا

<<  <  ج: ص:  >  >>