لقائكم غليله ولا يشفي بغير روياكم عليله فان شوقه اليكم قد زاد عن حده وغرامه بكم لا ينبغي لأحد من بعده فلذا خدم الجناب بهذه الفقرات المغتلة وتهجم بهذه السجعات المعتلة اعتضاداً بلطائف حسن شيمكم واعتماداً على عواطف سحب كرمكم ثم غلبه الوجد وفاض عليه الهيام ففاه بأبيات من هذر الكلام وان لم يكن من أهل هذه الصناعة لقصر باعه وقلة البضاعة على أن من تجرع مرارة كاس فراقكم لا يلام وان تعدى الصواب وأخطأ المرام مع علم سيدي بأنه لم يفه لساني قبل بشيء من الشعر فليعامل مملوكه بالأغضاء والستر فقلت ميمناً ومضمناً؟ منها البيت الأخير رجاء أن يقرب الله ساعات الاجتماع انه ولي التيسير وهو على جمعهم إذا يشاء قدير
إلى السيد المفضال أهدي تحية ... نعم الربا طيباً وتملا النواحيا
تحية عبد قد أباح ولاءه ... لديه عسى يرضاه رقاً مواليا
وألثم أرضاً شرفت بنعاله ... فأضحى ثراها عنبراً وغواليا
لقد أشرقت مذ حل فيها وأصبحت ... طيور الهنا والأنس فيها شواديا
وأقتم وجه الشام من بعد بينه ... وقد كان قبل البين أزهر زاهيا
ترى هل يعيد الدهر أوقات السنا ... وهل ترجع الأيام ما كان ماضيا
رعى الله هاتيك الليالي التي خلت ... ليالي الهنا أكرم بها من لياليا
زمان أوافى بدر تم بغبطة ... وكان به دهري سخياً مواتيا
أما ما حوى مجداً وفضلاً وسؤدداً ... وسعد علاه جأوز التجمد راقيا
فمن مجده يستقبس المجد كله ... كذا جوده يحكي الغيوث الهواميا
ترى البشر يبدو من أسارير وجهه ... وضوء محياه يفوق الدراريا
إذا ما دجى بحث وأعضل مشكل ... هدانا بنور منه يجلو الدياجيا
ومن يك من ثوب الكمال مجرداً ... ولاذ به تلقاه يرجع كاسيا
وهيهات مدحي أن يحيط بوصفه ... ولو طأول السبع الطباق العواليا
فأدنى صفات المدح فيه بأنه ... علا قدره فوق السماكين ساميا
لقد كان جيدي قبل لقياه عاطلاً ... فأصبح من نعماه تالله حاليا
وأنهلني من فيض بحر كماله ... وكم علني من بعد ما كنت صاديا
ويا طالما أملى علي فوائداً ... مهذبة أدركت فيها الأمانيا
وكنت قرير العين في روض أنسه ... وعيشي من الأكدار قد كان صافيا
ولكنما الأيام تعبث بالفتى ... فقد غادرت بيت المسرة خأويا