فهذا في المعالي نال خظا ... له قسمته أيديها اقتساما
فحق له التفاخر يوم فخر ... إذا العليا غدت تحبي الكراما
وان صعبت أمور بني المعالي ... فأيدي الخيل تدني ما تحامى
فرفقك ان منعني ما يرجي ... سنجلس منه في العليا قياما
نقابلكم بأقوام عليهم ... يلوح المجد نوراً كالعلاما
حجاحج لا يهابون العوالي ... تحف الهول والموت الزؤاما
ولسنا لا وعهدك من اناس ... تكون من القتال له شآمى
سنعلم من يمل الحرب منا ... ومن يرمي به هاما فهاما
رويدك بعض هذا الهجر يكفي ... فقد فت الهوى منا العظاما
وغادرني الغرام لكم ذليلاً ... وصيرني لبابكم غلاما
فهلا ترفقين على معنى ... غدا من طول هجركم هلاما
يكابد في الهوى صرف الليالي ... ويكتم في الهوى داء عقاما
ويشتاق المعاهد والمغالي ... وصار بها حليفاً مستهاما
أحبك والهوى والقلب أرمي ... ولا أخشى اللواحي والملاما
وبالأخلاص أمنح كل ودي ... أديباً فاضلاً شهماً هماما
أديب قد حوى غرر القوافي ... ينظمها بفكرته أنتظاما
سريع الذهن إذا أدب وفضل ... كروض بات يرتشف الغماما
فريد في المعالي لا يجاري ... وهل ترمي أمر أجاري السهاما
أيا حسن الصفات مع المسمى ... وأفخر في العلى من قد تسامى
اليك أنت قواف سائرات ... تعيد الطرس نوراً وابتساما
وما غير القبول تروم مهراً ... يكون لها به مسكاً ختاما
فكتب إليه الجواب المترجم بقصيدة مطلعها
أتت تختال ما بين الندامى ... فأضحى الصب فيها مستهاما
مهفهفة القوام كخوطبان ... ترينا ابدران سفرت لثاما
ولعت بحبها طفلاً وكهلاً ... وهانا عبدها ولهاً غلاما
ترنحها الشبيبة والتصأبي ... فيرمي قوس حاجبها سهاما
تملكني هواها من قديم ... فصار حديث وجدي لن يراما
يريك الجوهري صحاح در ... إذا أبدت من الشعر ابتساما
تراني في هواها مستهاماً ... أهيم بحبها عاماً فعاما