فاستجلها حيث نسيم الصيا ... يعبث بالورد وبالسوسن
راح كذوب التبر في كأسها ... قد كللت بالجوهر المثمن
يسعى بها أغيد ذو غنة ... يدعى شقيق الشادن الأرعن
ريم من الأعراب طاوي الحشا ... هميانه من حدق الأعين
تياه يعتم ببوشية ... منسوجة بالذهب المفتن
مسكية دارت على وجهه ... فهو بها كالبدر في الموهن
أحسن من تاج نفيس على ... كسرى أنوشروان أو بهمن
قد رنحت أعطافه في الصبا ... فاهتز يزري الغصن الألين
يبدي ابتسام الثغر في خفية ... صوناً لعقد فيه مستمكن
هذا ومن ألطف ما قد بدا ... في وجهه من حسنه المتقن
إن الشفاه اللآء من دونها ... وشم على كنز اللآلي السني
قفل من اياقوت مفتاحه ... من رائق الفيروزج المعدني
ساق صبيح حسن فاتن ... بكل عضو منه مستحسن
يسقيكها راحاً كنيل المنى ... فاشرب على ورد الخدود الجني
وأنشد من الأشعار ما قد حلا ... لفظاً وما خف على الألسن
واشرب وطب نفساً ولا تيأسن ... من رحمة البر الغفور الغني
وإن قول الحق جل اسمه ... قل يا عبادي حجة المؤمن
وقال أيضاً
لا تعجبوا إن ريحان العذار بدا ... في وجنة صاغها الرحمن وابتدعا
وإنما طوقة السمور قابلها ... فشكله في حواشيها قد انطبعا
ومثله للشهاب الخفاجي
وظبي من السمور ألبس فروة ... ومال كما هزت صبا سحرة سروا
والأعيون الناس من دهشة به ... تخايل أهداباً فتحسبه فروا
وللمترجم
شمس جمال غربت مذ بدا ... ليل عذارى فلقى كل ضير
والحسن قد قال لعشاقه ... مساكم الله تعالى بخير
وله
لا نظن الذي ترى بمحيا ... فتنة الخلق عارضاً مستديرا
إنما طير حسنه حل روضاً ... يانعاً فوق وجنتيه نضيرا