يا عاذلاً عن هوى لمياء كاعبة ... هلا عشقت رشيق القدماء نوسا
ضللت لما هويت الآن ملتحياً ... خالفت للناس في هذا وابليسا
أقول إن الشائع عن أهل الموصل إنهم لا يهوون الا المعذر وربما بالغ بعضهم فقال نحن قول إذا سمحنا في طريق المحبة بنوال لا نسمح الا لمن ينفق على عياله قال الأمين المحبي في تاريخه في ترجمة عطاء الله بن محمود الصادقي الحلبي وهذا مذهب جرى عليه الحلبيون وسال العلامة العمادي الحنفي الدمشقي العالم الشيخ أحمد ابن المنلا الحلبي بقصيدة عن ترك الميل إلى المرد والميل إلى المعذرين فأجابه بقصيدة وهي لا تشفي الغليل وكلا القصيدتين مثبتتان في ريحانة الشيخ شهاب الدين الخفاجي المصري ورأيت لأبن منقذ بيتين متعرضاً لما جرت عليه أهل الموصل مما ذكرناه بقوله
كتب العذار على صحيفة خده ... سطراً يحير ناظر المتأمل
بالغت في استخراجه فوجدته ... لا رأى الا رأى أهل الموصل
وفي ذلك قول بعضهم
وقيل محب المرد يدعى بلائط ... ويدعى بزان من يحب الغوانيا
فأحببت أهل الذقن مني تعففاً ... فلااناً لوطي ولا أنا زانيا
ولقد ترقى بعضهم فقال
أعشق المرد والنكاريش والشي ... ب عندي مثل البنين البنات
حد ما يشتهي وينكح عندي ... حيوان تحل فيه الحياة
ولأبن تميم مضمناً
ومعشر عذلوا لما ركبت على ... أحوى محاسنه قبحن فعلهم
دع يعذلوا ما استطاعوا انني رجل ... لو استطعت ركبت الناس كلهم
وترقى بعضهم فقال
كلفت به شيخاً كان مشيبه ... على وجنتيه ياسمين على ورد
أخا العقل يدري ما يراد من الفتى ... أمنت عليه من رقيب ومن ضد
وقالوا الورى قسمان في شرعة الهوى ... لسود اللحا ناس وناس إلى المرد
فقلت لهم لو كنت أصبو لأمرد ... صبوت إلى هيفاء مائسة القد
وسود اللحا أبصرت فيهم مشاركاً ... فاخترت أن أبقى بأبيضهم وحدي
وقد ذكر أن بعض الناس خرج إلى خارج بلدته يوماً للتنزه هو ورفيق له فمر على مكان وجد فيه رجلاً اختياراً بحذاء أمرد وهو يبكي ودموعه تساقط فقال له