للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورعى عهدنا بتلك الروابي ... ما تغنت على الغصون حمائم

وقد عارض بها قصيدة استاذه وشيخه العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي وهي

ذيل قاسون بللته النسائم ... بندى الورد والبخور الكمائم

لملاقاتنا ببستان أنس ... فوق أعواده تغنت حمائم

وجرت حولنا جداول ماء ... فكأن الربا لهن غمائم

وثغور الزهور تضحك زهواً ... وقدود الغصون خضر العمائم

عطس الفجر فانتهز يا نديمي ... فرصة العيش في الزمان الملائم

وتأمل زهر الرياض إذا ما ... عقدت منه في الغصون تمائم

وانشق الطيب من مداهن ورد ... نبهته يد الصبا وهو نائم

ومن الجلنار لاحت كؤوس ... من عقيق بها المتيم هائم

أو هو النار حل فوق بساط ... أخضر لا يزال في الجو عائم

جمعتنا مع الصحاب رياض ... ثم بالنير بين ذات النعائم

فابتهجنا بيومنا وشهدنا ... موسم الأنس وهو في الروض قائم

وجلسنا من تحت ظل ظليل ... نتقي في الهجير حر السمائم

حي يا صاحبي على طيب عيش ... طير حظي على تلافيه حائم

واستمع بلبل الربا فهو شاد ... وامتثل قولنا ودع كل لائم

إن هذا عيش ابن آدم اما ... ما سواه فذاك عيش البهائم

وقد عارضها الأديب الحسيب السيد يوسف الحسيني الدمشقي مفتي حلب متخلصاً بها لمديح الاستاذ عبد الغني النابلسي المذكور ومطلعها

يا رياضاً زهت بلطف النسائم ... وبها الورد شق جيب العمائم

وتغنت فيها البلابل لما ... ساجلتها في الدوح ورق الحمائم

منها

فاعط للروض نظرة ثم نبه ... منك طرف السرور إذ هو نائم

وأجل كأساً من الحديث علينا ... يزدري نظمه بعقد التمائم

وممتع بما يفيدك شيخ ال ... وقت عبد الغني حاوي المكارم

ومنها

كعبة للعلوم ليس له غير ... صفات الكمال منه دعائم

كم جنينا ألفاظه بمعان ... اخجلت بالمقام عذب المباسم

وشفينا بها الفؤاد فكانت ... لجراح القلوب خير مراهم

<<  <  ج: ص:  >  >>