إن قابلته شموس في الضحى قهرت ... أو قابل النجم في إشراقه فهرا
وخاله عمه بالحسن فانبهرت ... عقول أهل الهواي إذ بالبها بهرا
إن رحت أحكي لحسن فيه قد شهرا ... قطعت دون بلوغي الدهر والشهرا
لي مقلة في هواه الليل قد سهرت ... وقد شكوت سقام الجفن والسهرا
واصل عشقي له بالعين من نظر ... فليته لي بعين العطف قد نظرا
ومنذ أغنى لماه العذب عن سكر ... والعقل مني بزاهي حسنه سكرا
ما بت والقلب في لقياه منجبر ... ولا بجنح الدياجي باللقا جبرا
لم أنسه قافلاً كالغصن من سفر ... وعن محباً حكاه البدر قد سفرا
وشمت ظبياً سطا بالطرف في نفر ... وكلما رمت منه وصله نفرا
راسلته برسالات ذرى سطر ... أبغي الرضى فحروف النفي لي سطرا
فبت أشكو الأسى والوجد مع عبر ... بها على شديد الحزن قد عبرا
علقته بعد طي السن في كبر ... وكان بالصد قبلي أهلك الكبرا
وخانني الصبر مذ أمسيت في ضجراً ... ولم أزل في هواه ضيقاً ضجرا
وبت من أمن خل خان في غدر ... وصاحبي الصادق المخبور لي غدرا
وبت أرعى نجوم الليل في سحر ... في عشق خشف بعنج الطرف لي سحرا
متيماً والهاً والقلب في خطر ... والحب بعد الجفا نحو العد أخطرا
وعندما الوجد في الأحشا نما وطرا ... ولم أكن قاضياً من أصله وطرا
وجار دهري وبي أفضى إلى عسر ... وللتخلص من أعبائه عسرا
وجهت وجهي إلى من زانه خفر ... وكم لمثلي بسامي عزه خفرا
من بالكمالات من قبل الصبا شعرا ... ومدح زاهي علاه أفحم الشعراء
أعيذه بالضحى والليل من شعر ... والأنبيا وسبا والنور والشعرا
شهم همام له من جوده بدر ... إليه من مهده الاسعاد قد بدرا
كم ألبسته يد العلياء من أزر ... حتى ارتدى برداء المجد واتزرا
لم يلوه عن غياث الملتجي فتر ... وعن سلوك سبيل الرشد ما فترا
جداه من راحتيه قد حكى نهراً ... فلم يخب سائلاً يوماً ولا نهرا
أوحت إليه معالي أصله فقراً ... لأنت دون البرايا ملجأ الفقرا
السيد المنقذ الملهوف من خطر ... وأزمة إذ حوى الأفضال والخطرا
على قدر تولي رشده قدر ... يعفو ويصفح في حلم إذا قدرا
أقصى مرادي بقاه ما بقي دهر ... وما أضا قمر في الأفق وازدهرا