سقاك حماة الشام مغدودق القطر ... عهاداً تلا الوسمى أحلى من القطر
وما حطها قولي حماة لأنها ... عروستها في شاهد الحسن والعطر
أقول قوله وما حطها قولي حماة الخ هذا المعنى مسبوق في قول من قال ممتدحاً دمشق
قاسوا حماة بجلق فأجبتهم ... هذا قياس باطل وحياتكم
فعروسنا ما مثلها في شامنا ... شتان بين عروسنا وحماتكم
ومراده بالعروس منارة الجامع الأموي بدمشق لشهرتها بهذا الاسم وفي ذلك قول ابن جبير وهو
معبد الشام يجمع الناس طرا ... وإليه شوقاً تميل النفوس
كيف لا يجمع الورى وهو بيت ... فيه تجلي على الدوام العروس
وللشاب الظريف
فديت مؤذناً تصبو إليه ... بجامع جلق منا النفوس
يطير النسر من شوق إليه ... وتهوى أن تعانقه العروس
عود
هي الشامة الشماء في خد شامنا ... هي الغرة الغراء في جبهة القطر
هي الحلة الفيحاء مخضرة الربا ... هي الروضة الغناء زاهية الزهر
أتيه بها فخراً على سائر الدنا ... بأشياء لم توجد بشام ولا مصر
فغيضاتها جنات عدن تزخرفت ... ألم تنظر الأنهار من حولها تجري
فما رأت الراؤون كالبركة التي ... تكنفها الجسران باليمن واليسر
كذا الجامع الغربي في غربها بدا ... يقابل في إشراقه ساطع الفجر
بناظره من جانب الشرق بقعة ... وزاوية في الأوج عالية القدر
تفوق على ذات العماد برونق ... بإيوان كسرى والخورنق كم تزري
مراتع غزلان وخدر خرائد ... ومطلع أنوار الغزالة والبدر
كذا الشرفة العلياء والخضرة التي ... لسالوسها تلقاك باليسر والبشر
ألا فأضرب الأسداس بالخمسة التي ... بها تضرب الأمثال مع بيدر العشر
ترى عجباً دان النهى لعجابه ... وعاد لطيش أشبه الناس بالعمر
جزيرة باب النهر والجسر لو رأى ... على لغي ذكر الرصافة والجسر
كأن عيون الزهر في جنباتها ... يواقيت دراودرار من الزهر
كان التفاف النهر لص مخاتل ... يحاول اخذالهم من محرز الفكر
نواعيرها تشدو بكل غريبة ... فتغنى عن العيدان والناي والزمر