البلدة، فأمر به يعقوب عليه السلام ففك وذهب، ومرت قافلة فأرسلوا شخصا منهم يأتيهم بماء، فلما ألقى الدلو فعلق يوسف عليه السلام بالدلو، فلما رأى الرجل ثقل الدلو نادى، أعينوني، فأعانوه، فلما طلع رأوا غلاما ذا بهاء وحسن لم ير الناظرون أبهى ولا أجمل منه، وكان الله عز وجل قد أعطاه من حسن الصورة والشكل ما لم يكن في أحد غيره، وكان أخوه بنيامين الذي هو أصغر منه بعده في الحسن والجمال، فذهبوا به في القافلة، وكان كبير القافلة شخصا يقال له: مالك بن دعر الخزاعي.
وجاء أولاد يعقوب، فرأوا يوسف في القافلة فادعوا أنه عبدهم فاشتراه منهم مالك بعشرين درهما، وكتب بذلك كتابا: هذا ما اشتراه (مالك بن درع الخزاعي من أولاد يعقوب، وهم يهودا ولاوي وشمعون غلاما عبرانيا بكذا وكذا. فلما أراد المسير به، قال له: دعني أودع أسيادي، فجاء يودعهم ويبكي ثم انصرف به مالك، فلما كان في أثناء الطريق رأى قبر أمه، وكان