ولما اشتهر حال ما أعطاه الله -جل شأنه- من البهاء والجمال بأرض مصر اشتراه عزيز مصر بأفضل القيمة وأعظمها بإشارة امرأته زليخا، لما رآه أعجب الإعجاب الكامل واستحسن رؤيته ورباه واتخذه ولدا.
فلما بلغ الحلم أفاض الله -جل شأنه- عليه من المعارف الإلهية والأنوار الربانية، وعلمه (وفهمه) وفتح عليه، وأوحى إليه (وزين) باطنه بالأنوار والأسرار، كما زين ظاهره بالمحاسن والكمال، وكانت زليخا زوجة العزيز، قد تعلقت به وأحبته لما رأت من حسنه وجماله، وكانت تراوده عن نفسه، وتريد منه ما لا يليق له، وكان يمتنع من ذلك، فهيأت محلا وزينة بأفضل الزينة، وتزينت هي كلك بأحسن الزينة وحلت به في ذلك الموضع، فعصمه الله عز وجل عن ذلك، فلما أكثرت عليه هم بالفتك بها ووقعت في الدار ضجة ففر هاربا متوجها، (ففتح الباب) فأدركته فشقت قميصه من خلفه، وورد الملك في ذلك الحال، فزعمت أنه راودها (عن نفسها)، وأنه يريد الفاحشة بها، فغضب الملك لذلك، وأراد الفتك به، فاستشهد يوسف عليه السلام (بطفل رضيع)، فأنطق الله -جل شأنه- الطفل، فقال: انظروا في قميصه إن