أرض مصر، فلما وصلوا أبواب المدينة أرسل صاحب الدرب يخبر الملك أنه قدم (علي) أناس من الشام نيرة وجوههم وذواتهم وأشكالهم يزعمون أنهم أولاد يعقوب بن إسحاق، فما يأذن الملك في شأنهم، فأرسل يوسف عليه السلام وهو يأمره أن يأذن لهم قائلا له: ما أتى علي وفد أكرم من هؤلاء، وأمر صاحب المضيف بضيافتهم ثلاثة أيام وإكرامهم غاية الإكرام، ثم اجتمعوا بالملك بعد ذلك، فأكرمهم وتلطف بهم، وسألهم عن حالهم وحال أبيهم فأخبروه أنهم أحد عشر ولدا وأن واحدا منهم عند والده، فسألهم وأكد عليهم أن يعودوا ويستصحبوا أخاهم معهم أيضا ليراه (كما رآهم)، وأكرمه كما أكرمهم، ثم كال لهم الطعام، وأمر الخازن أن يضع ما استلمه منهم من الدراهم في وسط الحبوب، كل واحد دراهمه في حمله، فلما رجعوا إلى أبيهم أخبروه بإكرام العزيز إياهم وطلبه أن يأتوا بأخيهم بنيامين، فاعتذر يعقوب عليه السلام وقال: أخشى عليه أن يقع عليه ما وقع على يوسف ولا أستطيع مفارقته.