للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال له: يا ولدي أخبرت أنك تقوم الليل بالقرآن كله؟

فقال: هو ما قيل لك.

قال: يا ولدي إذا كان الليلة فأحضرني في قلبك، واقرأ القرآن علي ولا تغفل عني.

فقال الشاب: نعم.

فلما أصبح، قال له: هل فعلت ما أمرتك به؟ قال: نعم. قال: وهل ختمت القرآن البارحة؟ قال: لا، وما قدرت على أكثر من النصف.

قال: يا ولدي هذا أحسن، إذا كان هذه الليلة فاجعل من شئت من الصحابة أمامك، الذين سمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم واقرأ عليه، واحذر فإنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تزل في تلاوتك. فقال: إن شاء الله.

فلما أصبح، سأله عن ليلته فقال: ما قدرت على أكثر من ربع القرآن.

فقال: يا ولدي اتل هذه الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم.

فلما أصبح سأله، فقال: ما قدرت طول ليلتي إلا على جزء من القرآن، أو ما يقاربه.

فقال: إذا كان الليلة فاقرأه على جبريل الذي نزل به على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.

فلما أصبح قال: ما قدرت إلا على أكثر من كذا سورة قليلة. فقال: إذا كان هذه الليلة تب إلى الله/ وتأهب، واعلم أن المصلي يناجي ربه، وأنك واقف بين يديه، تتلو عليه كلامه، فانظر حظك من القرآن وحظه، وتدبر ما تقرأه، فليس المقصود جمع الأحرف وتأليفها ولا حكاية الأقوال، وإنما المراد بالقراءة التدبر لمعاني ما تتلو، فلا تكن جاهلا؟

فلما أصبح انتظر الأستاذ الشاب فلم يجيء إليه، فبعث من يسأل عن شأنه، فقيل له: أنه أصبح مريضا يعاد.

?

<<  <  ج: ص:  >  >>