وَلها زهرَة بَيْضَاء، وَهِي تكون مثل جثة الْحَمَامَة، قَالَ أَبُو النَّجْم فِي وصفهَا:
تَظَلُّ حِفْرَاهُ مِنَ التَّهَدُّلِ
فِي روْضِ ذفْرَاءَ ورُعْلٍ مُخْجِلِ
الْوَاحِدَة من كل ذَلِك حِفْرَاةٌ وناس من الْيمن يسمون الْخَشَبَة ذَات الْأَصَابِع الَّتِي يذرى بهَا الكدس المدوس وينقى بهَا الْبر من التِّبْن: الحِفْرَاةَ.
وحُفَرَةُ وحَفِيرَةُ وحَفِيٌر وحَفَرٌ ويقالان بِالْألف وَاللَّام: مَوَاضِع. وَكَذَلِكَ أحْفارٌ والأحْفارُ، قَالَ الفرزدق:
فيا لَيْتَ دَاري بالمدينةِ أصبحَتْ ... بأحْفارِ فَلْجٍ أَو بسيفِ الكَواظمِ
وَقَالَ ابْن جني: أَرَادَ الحفرَ وكاظمة فجمعهما ضَرُورَة.
[مقلوبه: (ف ر ح)]
الفَرَحُ نقيض الْحزن وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ أَن يجد فِي قلبه خفَّة. فرِحَ فَرَحا. وَرجل فرِحٌ وفَرُحٌ ومَفْرُوحٌ، عَن ابْن جني، وفرْحانُ، من قوم فَراحَي وفَرْحَى. وَامْرَأَة فَرِحةٌ وفَرْحَى وفَرْحانةٌ، وَلَا أحقه.
وَقَوله تَعَالَى: (لَا تفرَحْ إنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الفَرِحِينَ) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ، وَالله أعلم، لَا تفرح بِكَثْرَة المَال فِي الدُّنْيَا، لِأَن الَّذِي يفرَحُ بِالْمَالِ يصرفهُ فِي غير أَمر الْآخِرَة. وَقيل: لَا تَفْرَحْ، لَا تأشر. والمعنيان متقاربان لِأَنَّهُ إِذا سر رُبمَا اشر.
والمِفْرَاحُ: الْكثير الفَرَحِ. وَقد أفرحَه وفَرَّحَه. والفَرْحَةُ والفُرْحَةُ: المسرة.
والفُرْحَةُ أَيْضا: مَا تعطيه المُفَرِّحَ لَك أَو تثيبه بِهِ مُكَافَأَة.
وأفْرَحَه الشَّيْء: فدحه وأثقله. والمُفْرَحُ: المثقل بِالدّينِ. وَرجل مُفْرَحٌ: مُحْتَاج مغلوب. وَقيل: فَقير لَا مَال لَهُ. وَفِي الحَدِيث: " لَا يُترَكُ فِي الإسْلامِ مُفْرَحٌ " أَي لَا يتْرك فِي إخلاف الْمُسلمين حَتَّى يُوسع عَلَيْهِ وَيحسن إِلَيْهِ.
والمُفْرَحُ: الَّذِي لَا يعرف لَهُ نسب وَلَا وَلَاء. وروى بَعضهم هَذِه الْأَخِيرَة بِالْجِيم.
والمُفْرَحُ: الْقَتِيل يُوجد بَين القريتين، وَرويت بِالْجِيم أَيْضا.