والنَّدْوَةُ: الجَماعَةُ. ونادَى الرَّجُلَ: جالَسَه، وهُوَ من ذِلكَ. والِنَّدىُّ: المَجْلِسُ ما دامُوا مُجْتَمعِينَ فيهِ، فإِذا تَفَرَّفُوا عنه فليسَ بنَدِىٍّ، وقِيلَ: النَّدِىُّ: مَجْلِسُ القَوْمِ نَهاراً، عن كُراع. والنّادِى: كالنَّدِىِّ، وفي التَّنْزِيل:{وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المْنُكَرَ}[العنكبوت: ٢٩] ، قيل: كانُوا يَحْذِفُونَ النّاس في مجالِسِهم ويَسْخَرُونَ منهم، وقيلَ: كانُوا يَفْسُقُون في مجالِسهِم، فأَعْلَمَ اللهُ أَنّ هذَا من المُنْكَر، وأنه لا يَنْبَغِى أَنْ يَتَعاشَرَ الناسُ عليه، ولا يَجْتَمِعُوا على الهُزْءِ والتَّلَهِّى، وأَلاّ يَجْتَمِعُوا إِلاَّ فيما قَرَّبَ إلى الله وباعَدَ من سَخَطِه، وأَنْشَدُوا شِعْراً - زعموا أَنَّهُ سُمْعَ على عهدِ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم -:
(وأَهْدَى لَها أكْبُشاً ... تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ)
(وزَوْجُكِ في النّادِى ... ويَعْلَمُ ما فِي غَدِ)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يعلمُ الغيبَ إلا الله)) .