للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صَنعاوِيّ، وَأَن النُّون هُنَاكَ بدل من هَذِه الْوَاو، كَمَا أبدلت الْوَاو من النُّون فِي قَوْلك: من وَافد، وَإِن وَّقَفْتَ وقَفْتُ، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: وَكَيف تصرفت الْحَال، فالنون بدل من بدل من الْهمزَة. قَالَ: وَإِنَّمَا ذهب من ذهب إِلَى هَذَا. لِأَنَّهُ لم ير النُّون أبدلت من الْهمزَة فِي غير هَذَا. قَالَ: وَكَانَ يحْتَج فِي قَوْلهم: إِن نون فَعْلانَ بدل من همزَة فَعْلاء، فَيَقُول: لَيْسَ غرضهم هُنَا الْبَدَل الَّذِي هُوَ نَحْو قَوْلهم فِي ذِئْب ذيب، وَفِي جؤنة جونة، وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ أَن النُّون تعاقب فِي هَذَا الْموضع الْهمزَة، كَمَا تعاقب لَام الْمعرفَة التَّنْوِين، أَي لَا تَجْتَمِع مَعَه، فَلَمَّا لم تجامعه، قيل إِنَّهَا بدل مِنْهُ. وَكَذَلِكَ النُّون والهمزة.

والأصْناع: مَوضِع. قَالَ عَمْرو بن قميئة:

وضَعَتْ لَدَى الأصْناع ضاحِيةً ... فَوْهَى السُّيُوبِ وحُطَّتِ العِجَلُ

[مقلوبه: (ن ص ع)]

النَّاصع، والنَّصِيع: الْبَالِغ من الألوان، الصافي مِنْهَا، أَي لون كَانَ. وَأكْثر مَا يُقَال فِي الْبيَاض. وَقد نَصَع لَونه نَصاعة ونُصُوعا. قَالَ سُوَيْد بن أبي كَاهِل:

صَقَلَتْهُ بقَضِيبٍ ناعمٍ ... مِن أرَاكٍ طَيِّبٍ حَتَّى نَصَعْ

وأبيض ناصع: بالغوا بِهِ، كَمَا قَالُوا: أسود حالك، وَقيل: لَا يُقَال أَبيض ناصع، وَلَكِن: أَبيض يقق. وأحمر ناصِع ونَصَّاع. قَالَ:

بُدِّلْنَ بُؤْسا بعدَ طُولِ تَنَعُّمٍ ... ومِنَ الثِّيابِ يُرَيْنَ فِي الألْوَانِ

من صُفْرَةٍ تعلُو البَياضَ وحُمْرَةٍ ... نَصَّاعَةٍ كشقائقِ النُّعْمانِ

ونَصَع الشَّيْء: خلص.

وَحسب ناصِع: خَالص، وَحقّ ناصع: وَاضح، كِلَاهُمَا على الْمثل. وَاسْتعْمل جَابر بن قبيصَة النَّصَاعَة فِي الظّرْف. وَأرَاهُ إِنَّمَا يعْنى بِهِ خلوص الظّرْف، فَقَالَ: مَا رَأَيْت رجلا أنصَعَ ظرفا، وَلَا أحضر جَوَابا، وَلَا أَكثر صَوَابا من عَمْرو بن الْعَاصِ. وَقد يجوز أَن يعْنى بِهِ اللَّوْن، كَأَن يَقُول: مَا رَأَيْت رجلا أظهر ظرفا، لِأَن اللَّوْن وَاسِطَة فِي ظُهُور الْأَشْيَاء. وَقَالُوا: " ناصعِ الْخَبَر أَخَاك، وَكن مِنْهُ خلي حذر "، وَهُوَ من الْأَمر الناصع، أَي الْبَين أَو الْخَالِص.

<<  <  ج: ص:  >  >>