فِي حَرْفُ جَرٍّ قال سيبويه أَمَّا فِي فهي للوِعَاءِ تَقُولُ هو في الجِرَابِ وفي الكيس وهو في بَطْنِ أُمِّه وكذلكَ هُوَ في الغُلِّ لأَنَّهُ جَعَلَهُ إِذَا أَدخَلَهُ فيه كالوِعَاءِ وكذلك هُوَ في القُبَّةِ وفي الدّارِ وإنِ اتَّسعْتَ في الكلامِ فَهي على هذا وإِنَّما تكونُ كالمَثَلِ يُجاءُ بها لمَا يُقاربُ الشيءَ وليسَ مثلَهُ وقول عَنْتَرَة
أي على سَرْحَة وجاز ذلكَ مِن حَيثُ كانَ معلُومًا أَنَّ ثيابَهُ لا تكونُ في داخلِ سَرْحَةٍ لأنّ السَّرْحَةَ لا تُشَقُّ فَتُسْتَودَعَ الثيَابَ ولا غَيرها وهي بِحَالِهَا سَرْحَةٌ ولَيْسَ كذلكَ قَوْلكَ فُلانٌ في الجبل لأَنَّهُ قد يَكُونُ في غَارٍ من أَغْوَارِه أَو لِصْبٍ من لِصَابِه فَلا يَلزم على هذا أَنْ يَكُونَ عليه أَي عَاليًا فيه أي الجبل وقال
(وخَضْخَضْنَ فِيْنَا البَحْرَ حَتَّى قَطَعنَهُ ... على كُلِّ حَالٍ مِن غِمَارٍ ومن وَحْلِ)
وقالوا أَرَادَ بِنَا وقَدْ يكُوْنُ على حَذفِ المُضَافِ أي في سَيْرِنَا ومعناهُ في سَيْرهِنَّ بِنَا ومثْلُ قوله كَأَنَّ ثيابَهُ في سَرْحَةٍ قَولُ امرأَةٍ من العَرَبِ