للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقلوبة]

: [وت د] الوَتِدُ والوَتَدُ، والوَدُّ: مارُزَّ في الحائِطِ أو الأَرْضِ من الخَشَبِ، والجمعُ: أَوْتادٌ، وقولُه تَعالى: {وفرعون ذي الأوتاد} [الفجر: ١٠] جاءَ في التَّفْسِيرِ: أَنَّه كانَتْ له حِبالٌ وأَوتْادُ يُلْعَبُ له بها. ووَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً، وتِدَةً، ووَتَدَ، كلاهُما: ثَبَتَ. ووتَدْتُه أَنا وَتْداً وتِدَةً ووَتَّدتُه أَثْبَتُّه، قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ أسَداً:

(يُقَضِّمُ أَعْناقَ المخَاضِ كأَنَّما ... بَمفْرَجِ لَحْيَيْهِ الزِّجاجُ المُوَتَّدُ)

والمِيتَدُ، والمِيتَدَةُ: المِرْزَبَةُ التي يَضْرَبُ بِها الوَتِدُ. ووَتِدٌ واتِدٌ: ثابَتٌ. ذَهَبَ أبو عُبَيْدٍ إِلى أَنّه من بابِ شِعْر شاعِرٍ على النَّسَبِ، وعندِي أَنَّه على وَتَدَ، كما تَقَدَّمَ، وإِنّما يُحْمَلُ الشيءُ على النَّسَبِ إِذا عُدِمَ الفِعْلُ، وقولُه:

(لاقَتْ عَلَى الماءِ جُذَيْلاً واتِداَ ... )

(ولَمْ يَكُنْ يُخْلِفُها المَواعِداَ ... )

إنّما شَبَّه الرَّجُلَ بالجِذْلِ لثَباتِه. والأَوْتْادُ في الشِّعْرِ على ضَرْبَيَنِ: أَحَدُهُما، حَرْفانِ مُتَحَرِّكانِ والثّالِثُ ساكِنٌ نحو: ((فَعُو)) و ((عِلْنْ)) ، وهذا هو الذي يُسَمِّيه العَرُوضِيُّونَ: المَقْرُون؛ لأَنَّ الحَرَكَةَ قد قَرَنَتِ الحَرْفِينِ، والآخُر: ثلاثَةُ أَحْرفُ: مُتَحَرّكٌ ثم ساكِنٌ ثم مُتَحَرِّكٌ، وذلك ((لاتُ)) مِنْ مَفْعُولاتُ وهو الذي يُسَمِّيه العَرُوضِيُّونَ: المَفْروق؛ لأَنَّ الحرفَ السّاكِنَ فَرَّقَ بين المُتَحَرِّكَيْنِ، ولا يَقَعُ في الأوْتادِ زِحافٌ؛ لأَنَّ اعْتِمادَ الجُزْءِ إنما هو عليها، وإنّما يَقَعُ في الأسْبابِ؛ لأَنّ الجُزْءَ غيرُ مَعْتَمِدٍ عليها. وأَوْتادُ الأَرْضِ: الجِبالُ؛ لأَنّها تُثبِّتُها. وأَوْتادُ البِلادِ: رُؤَساؤُها. وأَوْتادُ الفَمِ: أَسْنانُه: على التَّشْبِيِه. قالَ:

(والفَرّ حَتّى نَقِدَتْ أَوْتادُها ... )

<<  <  ج: ص:  >  >>