للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنّما قَضَيْنا عَلَى هَذَا بالياءِ؛ لأَنَّ بعضَهُم حَكى الإِمَالَة فيه، مع أَنَّ أَلِفَها لامٌ، وقد قَدَّمْنا أن انْقِلابَ الأَلِفِ عن الياءِ لامًا أَكْثَرُ.

(مقلوبه:)

[ي ت م] اليُتْمُ: الانْفِرادُ، عن يَعْقُوبَ. واليتِيمُ: الفَرْدُ. واليُتْمُ، واليَتَمُ فِقْدانُ الأَبِ. وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: اليُتْمُ في النّاسِ مِنْ قِبَلِ الأَبِ. وفي البَهائِمِ من قِبَلِ الأُمِّ، ولا يُقال لَمِنْ فَقَدَ الأُمَّ من النّاسِ: يَتِيمٌ ولكن مُقْطَعٌ. وقد يَتِم يَيْتِم يَتْمًا، ويَتِمَ يَتْمًا، وهو يَتِيمٌ حتّى يَبْلُغَ الحُلُمَ والجمعُ أَيْتامٌ، ويَتَامَى، ويَتَمَةٌ. فَأمّا يَتَامَى فَعَلَى بابِ أَسارَى، أَدْخَلُوه في بابِ ما يَكْرَهُونَ؛ لأَنَّ فَعالَى نَظِيرةُ فَعْلَى. وأمّا أَيْتامٌ فإِنَّه كُسِّر على أَفْعالٍ، كما كَسَّرُوا فاعِلاً عليهِ حينَ قالُوا: شاهِدٌ وأَشْهادٌ، ونَظِيرهُ شَرِيفٌ وأَشْرافٌ، ونَصِيرٌ وأَنْصارٌ. وأما يَتَمَةٌ فعَلَى يَتَمَ فهو ياتِمٌ، وإنْ لَمْ يُسْمَعْ. وقولُه تَعالَى: {وَءاتُواْ الْيَتَامى أَمْوَالَهُمْ} [النساء: ٢] أي: أَعْطُوهُم أَمْوالَهُمْ إِذا آنَسْتُم منهم رُشْدًا. وسُمُّوا يَتامَى بَعْدَ أَنْ أُونِسَ مِنْهُمُ الرُّشْدُ بالاسْمِ الأَوَّلِ الذي كانَ لَهُم قبلَ إِيناسِهِ منهم. وحَكَى ابنُ الأَعْرابِيِّ: صَبِيٌّ يَتْمانُ وأَنْشَدَ لأبِى العارِم الكِلابِيِّ:

(فبِتُّ أُشَوِّى صِبْيَتِى وحَلِيلَتِى ... طَرِيّا وجِرْوُ الذِئْبِ يَتْمانُ جائِعُ)

وأَحْرِ بيَتَامَى أَنْ يكونَ جَمْعَ يَتْمانَ أيضاً. وأَيْتَمَتِ المَرْأَةُ، وهي مُوتِمٌ: صارَ وَلَدُها يَتِيمًا، وَجَمْعُها مَياتِيمُ، عن اللِّحْيانِيِّ. وقالُوا: الحَرْبُ مَيْتَمَةٌ يَيْتِمُ فيها البَنُونَ. وقالُوا: لا يُخْلَجُ الفَصِيلُ عَنْ أُمِّهِ؛ فإِنَّ الذِّئْبَ عالِمٌ بمكانِ الفَصِيلِ اليَتِيمِ. واليَتَائِمُ: رِمالٌ مُنْقَطِعٌ بعضُها من بَعْضٍ على المَثَلِ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

(ذَرَا أُقْحُوانِ الرَّمْلِ هَزَّتْ فُرُوعَه ... صَبّا طَلْقَةٌ بينَ الحُقُوفِ اليَتائمِ)

واليَتَمُ: الغَفْلَةُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>