والصَّفَدُ الثَّناءُ وصَفَده يصْفِدُه صَفْداً وصُفُوداً وصَفَّدُه أوْثَقه وقَيَّده في الحديدِ وغيرِه والاسْمُ الصَّفَادُ والصِّفادُ حَبْلٌ يُوثَقُ به أو غُلٌّ وهو الصَّفْدُ والصَّفَدُ والجمعُ أصْفادٌ لا نَعْلَمُه كُسِّرَ على غير ذلك قَصَرُوه على بِناءِ أَدْنَى العَدَدِ وفي التنزيل {وآخرين مقرنين في الأصفاد} وقولُ الشاعرِ يَصِفُ رَوْضَةً
(وبَدَا لَكَوْكَبِها سَعِيطٌ مِثلَ ما ... كُبِسَ العَبِيرُ على المَلابِ الأَصْفَدِ)
إنَّما أراد الأَسْفَنْط
[مقلوبه ف ص د]
الفَصْدُ شَقُّ العِرْقِ فصَدَه يَفْصِدُه فصْداً وفِصَاداً فهو مَفْصودٌ وفَصِيدٌ وفَصَد الناقةَ شَقَّ عِرْقَها ليَسْتَخْرِجَ دَمَه فيَشْرَبَهُ وفي المَثَلِ لم يُحْرم مَنْ فُزْدَ له أراد فُصِدَ لَهُ ثم سُكِنَّتِ الصَّادُ تَخْفِيفاً كما قالوا في ضُرِبَ ضُرْبَ وفي قُتِلَ قُتْلَ كقولِ أبي النَّجْمِ
(لَوْ عُصْرَ منها الْبَانُ والمِسْكُ انْعَصَرْ ... )
فلما سُكِّنتِ الصَّادُ فَضَعُفَتْ ضَارَعُوا بها الدّالَ التي بعدها بأن قَلَبُوها إلى أَشْبَهِ الحُرُوف بالدالِ من مَخْرجِ الصَّادِ وهو الزَّايُ لأنها مَجْهُورةٌ كما أن الدَّالَ مَجْهورةٌ فقالوا فُزْدَ فإن تحرَّكتِ الصادُ هنا لم يَجُز البَدَلُ فيها وذلك نحو صَدَرَ وصَدَفَ لا تقولُ زَدَرَ ولا زَدَفَ وذلك أن الحركةَ قوَّتِ الحَرْفَ وحَصَّنْتْهُ فأبْعدَتْه من الانْقلابِ بل قد يَجُوزُ فيها إذا تحرَّكتْ إشْمامُها رائِحة الزّاي فأما أَنْ تَخْلُصَ زاياً وهي متحرّكةٌ كما تَخْلُصُ وهي ساكنةٌ فلا وإنما تُقْلَبُ الصَّادُ زاياً وتُشَمُّ رائِحتُها إذا وَقَعَتْ قبل الدالِ فإنْ وقَعَتْ قبل غيرِها لم يَجُزْ ذلك فيها قال يعقوبُ والمَعْنَى لم يُحْرَمْ مَنْ أصَابَ بعضَ حاجَتِه وإنْ لم يَنَلْها كُلَّها وتأويل هذا أن الرَّجُلَ كان يُضِيفُ الرَّجُلَ في شِدَّةِ الزَّمانِ فلا يَكونُ عنده ما يَقْرِيهِ ويَشِحُّ أن يَنْحَرَ راحِلَتَهُ فيَفْصِدُها فإن خَرَجَ الدَّمُ سخَّنَهُ للضَّيْفِ إلى أن يَجْمَدَ فيُطْعِمَهُ إيَّاه