وَمن أعجب مَا اخْتصَّ بِهِ هَذَا الْكتاب: تَخْلِيص الْيَاء من الْوَاو، وَتعين مَا انقلبت عَنهُ الْألف المنقلبة، من يَاء أَو وَاو، وتحييز الزَّائِد من الأَصْل، بتخليص الثلاثي والرباعي والخماسي، وَهَذَا فصل لَا يصل إِلَيْهِ إِلَّا من قتل التصاريف علما، وأحاط بعلل مَا يَجعله زَائِدا من حُرُوف الزَّوَائِد حكما، فَإِن المتأمل إِذا تَأمل فِي كتابي مأججا ويأججا ويأجوج وَمَأْجُوج، وَرَأى مَوضِع كل وَاحِد من هَذِه، لم يفرق بَين أَحْكَامهَا إِلَّا أَن يكون مُقيتا على علم التصاريف.
وَلَيْسَت الْإِحَاطَة بِعلم كتَابنَا هَذَا، إِلَّا لمن مهر بصناعة الْإِعْرَاب، وَتقدم فِي علم الْعرُوض والقوافي، فَإِنَّهُ إِذا رأى يبرين فِي بَاب " ب ر ي " لم يعلم لأي معنى جعل بسيط الْكَلِمَة هَذِه الْحُرُوف الثَّلَاثَة، إِلَّا بعد علم بِالْعَرَبِيَّةِ أصيلٍ، وَبَاعَ فِي أَثْنَائِهَا عريض طَوِيل.
وَكَذَلِكَ إِذا رأى قولي: نُبَايِع: مَوضِع، وَهُوَ نُفاعِل من الْمُبَايعَة، سُمِّيت بِهِ الْبقْعَة بعد