للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتَخوّفه، كخافه.

وأخافه إيّاه إخافةً، وإخافا، عَن اللحياني، وخوّفه.

وَقَوله، انشده ثَعْلَب:

وكانَ ابْن أجمال إِذا مَا تَشزَّرَتْ صُدورُ السِّياطِ شَرْعُهنّ المُخوَّفُ

فسّره فَقَالَ: يكفيهنّ أَن يُضربَ غيرُهن.

وخوَّف الرجلَ: جَعل الناسَ يخافونه، وَفِي التَّنْزِيل: (إِنَّمَا ذَلكم الشَّيْطَان يُخوِّف أولياءه) ، أَي: يجعلهم يخَافُونَ اولياءه.

وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ يخوّفكم بأوليائه، وَأرَاهُ تسهيلا للمعنى الأول.

وَالْعرب تُضيف المخافة إِلَى المَخوُف، فَتَقول: أَنا أخافك كخوف الْأسد، أَي: كَمَا أخوَّف بالاسد، حَكَاهُ ثَعْلَب، قَالَ: وَمثله:

وَقد خِفْتُ حَتَّى مَا تَزيدُ مَخافتي على وَعِلٍ بِذِي المَطارة عاقلِ

كَأَنَّهُ أَرَادَ: قد خَافَ الناسُ منِّي حَتَّى مَا تَزيد مخافتُهم إيَّايَ على مَخافة وَعِل.

وَالَّذِي عِنْدِي فِي كل ذَلِك أَن الْمصدر يُضَاف إِلَى الْفَاعِل، وَفِي التَّنْزِيل: (لَا يسأم الْإِنْسَان من دُعَاء الخْيَر) ، فاضاف الدُّعَاء، وَهُوَ مصدر، إِلَى الْخَيْر، وَهُوَ مفعول، وعَلى هَذَا قَالُوا: اعجبني ضرب زيد عَمْرو، فاضافوا الْمصدر إِلَى الْمَفْعُول، الَّذِي هُوَ زيد.

وَالِاسْم من ذَلِك كُله: الخيفة، وَفِي التَّنْزِيل: (واذْكُر ربَّك فِي نَفسك تضرُّعاً وخِيفة) .

وَالْجمع: خِيف، قَالَ صَخْر الغيّ:

فَلَا تَقْعُدنّ على زَخَّةٍ وتُضْمِر فِي القَلْب وَجْداً وخِيفَا

وَقَالَ اللِّحياني: خافه خِيفة، وخَيفاً، فجعلهما مصدَرين، ثمَّ أنْشد بَيت صَخر الغيّ هَذَا، وفَسَّره بِأَنَّهُ جمع " خِيفة "، وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا، لِأَن المصادر لَا تجمع إِلَّا قَلِيلا،

<<  <  ج: ص:  >  >>