قَالَ أَبُو حنيفَة: زعم بعض النَّاس انه إِنَّمَا سمي قصيصا لدلالته على الكمأة، كَمَا يقْتَصّ الْأَثر قَالَ: وَلم اسْمَعْهُ، يُرِيد: انه لم يسمعهُ من ثِقَة.
ولأقصت الْفرس، وَهِي مقص: عظم وَلَدهَا فِي بَطنهَا. وَقيل: هِيَ مقص: حِين تلقح، ثمَّ معق: حِين يَبْدُو حملهَا، ثمَّ نتوج. وَقيل: هِيَ الَّتِي امْتنعت ثمَّ لقحت.
والإقصاص من الْحمر: فِي أول حملهَا، والإعقاق: آخِره.
وأقصت الشَّاة. وَهِي مقص: استبان وَلَدهَا.
وضربه حَتَّى أقص على الْمَوْت: أَي اشرف.
وأقصصته على الْمَوْت: أَي ادنيته.
وأقصته شعوب: أشرف عَلَيْهَا ثمَّ نحا.
وَالْقصاص، والقصاصاء، والقصاصاء: الْقَتْل بِالْقَتْلِ، أَو الْجرْح بِالْجرْحِ.
والتقاص: التناصف فِي الْقصاص. قَالَ:
فرمنا الْقصاص وَكَانَ التَّقَاصّ " م " ... حكما وعدلاً على المسلمينا
قَوْله: " التَّقَاصّ " شَاذ، لِأَنَّهُ جمع بَين الساكنين فِي الشّعْر، وَلذَلِك رَوَاهُ بَعضهم: " وَكَانَ الْقصاص " وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا بَيت وَاحِد انشده الاخفش:
وَلَوْلَا خِدَاش أخذت دوا ... " م " ب سعد وَلم اعطه مَا عَلَيْهَا
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: احسب هَذَا الْبَيْت إِن كَانَ صَحِيحا فَهُوَ:
وَلَوْلَا خِدَاش أخذت دوابب سعد
لِأَن إِظْهَار التَّضْعِيف جَائِز فِي الشّعْر، أَو أخذت رواحل سعد.
والاقتصاص: اخذ الْقصاص.
والاستقصاص: طلبه.
والإقصاص: أَن يُؤْخَذ لَك الْقصاص.
وَقد اقصه.
وَحكى بَعضهم: قوص زيد مَا عَلَيْهِ، وَلم يفسره. وَعِنْدِي: انه فِي معنى حُوسِبَ بِمَا عَلَيْهِ، إِلَّا انه عدي بِغَيْر حرف، لِأَن فِيهِ معنى: أغرم وَنَحْوه.