وَقَالَ الآخر:
قَالَت لَهُ العينان سمعا وَطَاعَة ... وحدرتا كالدر لما يثقب
وَقَالَ الراجز:
امْتَلَأَ الْحَوْض وَقَالَ قطني
بَيْنَمَا نَحن مرتعون بفلج ... قَالَت الدلح الرواء إنيه
إنيه: صَوت رزمة السَّحَاب وحنين الرَّعْد.
وَمثله أَيْضا:
قد قَالَت الانساع للبطن الحقي
وَإِذا جَازَ أَن يُسمى الرَّأْي والاعتقاد قولا، وَإِن لم يكن صَوتا، كَانَ تسميتهم مَا هُوَ أصوات قولا اجدر بِالْجَوَازِ، أَلا ترى أَن الطير لَهَا هدير، والحوض لَهُ غطيط، والأنساع لَهَا أطيط، والسحاب لَهُ دوِي، فَأَما قَوْله:
قَالَت لَهُ العينان سمعا وَطَاعَة
فَإِنَّهُ وَإِن لم يكن مِنْهُمَا صَوت، فَإِن الْحَال آذَنت بِأَن لَو كَانَ لَهما جارحة نطق لقالتا: سمعا وَطَاعَة.
قَالَ ابْن جني: وَقد حرر هَذَا الْموضع وأوضحه عنترة بقوله:
لَو كَانَ يدْرِي مَا المحاورة اشْتَكَى ... ولكان لَو علم الْكَلَام مكلمي
وَالْجمع: أَقْوَال.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute