(رَآها الفؤادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه ... نِيافًا من البِيضِ الحِسانِ العَطابِلِ)
رَأَي ها هُنا من رُؤْيَةِ القَلْبِ، وقد بَيَّنَه بقوِله:((رآها الفُؤاد)) والمَفْعُولُ الثاني نِيافاً، وقد يكونُ ((نِيافاً)) حالاً كَأَنَّه لَما كانَتْ مَحَبَّتُها تَلِي القَلْبِ وتَدْخُلُه صارَ كأَنَّ له عَيْنَيْنِ يَراها بهما. وَقْولُ الهّذَلِيِّ:
(فَقامَ في سِيَتَيْها فانْتَحَي فَرَمي ... وسُهْمُه لبَناتِ الجَوْفِ مَسّاسُ)
يَعْنِي ببَناتِ الجَوْفِ: الأَفْئِدَةَ، والجَمْعُ: أَفْئِدةٌ. قال سِيبَويْهِ: ولا نَعْلَمُه كُسِّر على غيرِ ذلك. وفَأَدَه يَفْأَدُه فَأْداً: أَصابَ فُؤادَه. وفُئِدَ فَأداً: شَكا فُؤادَه. ورَجُلٌ مَفْؤُودٌ: جبانٌ، ولا فِعْلَ لَهُ، هذا قوْلُ أَبِي عَلِىٍّ الفارِسِيِّ. قالَ ابنُ جِنِّى: لم يُصّرِّفُوا منه فِعْلاً، ومَفْعُول الصِّفَةِ إِنّما يَأْتِي على الفِعْلِ، نحوُ مَضْروبٍ من ضُرِب، ومَقْتُولٍ من قُتِلَ.