وأَوْتَرَ بينَ أَخْبارِه وكُتُبِه، وواتَرَها مُواتَرَةً، ووِتارًا: وتَابَعَ. وجَاءُوا تَتْرَى، وتَتْرًى، أي: مُتَواتِرِينَ. التّاءُ مُبْدَلَةٌ من الواوِ، وليسَ هذا البَدَلُ قِياسًا، إِنَّما هو في أَشْياءَ مَعْلُومَةٍ. أَلاَ تَرَى أَنَّكَ لا تَقُولُ في وَزِيرٍ: تَزِيرٌ، إِنّما تَقِيسُ على إِبْدالِ التّاءِ من الواوِ في افْتَعَلَ وما تَصَرَّفَ منها إِذا كانَتْ فاؤُه واوًا، فإِنَّ فاءه تُقْلَبُ تاءً، وتُدْغَمُ في تاءِ افْتَعَلَ الّتِي بَعْدَها، وذلِكَ نحو اتَّزَنَ وأَصْلُه اوْتَزَنَ، فقُلِبَت الواوُ تاءً، وأُدْغِمَتْ في تاءِ افْتَعَلَ، فصارَ اتَّزَنَ. وقولُهُ تَعالَى: {ثم أرسلنا رسلنا تترا} [المؤمنون: ٤٤] من تَتَابُعِ الأَشْياءِ وبَيْنَها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ؛ لأَنَّ بَيْنَ كُلِّ رَسُولَيْنِ فَتْرَةً. ومنَ العَرَبِ من يُنَوِّنُها، فيَجْعَلُ أَلِفَها للإِلْحاقِ، بمَنْزِلَةِ أَلِفِ أَرْطًى ومِعْزًى. ومَنْهُم مَن لا يَصْرِفُ؛ يَجْعَلُ أَلِفَها للتَّأْنِيثِ بمَنْزِلَةِ أَلِفِ سَكْرَى وغَضْبَى. والوَتِيرَةُ: الطَّرِيقَةُ. قالَ ثَعْلَبٌ: هو من التَّواتُرِ، أي: التتابهِ وما زال على وتيرةٍ واحدةٍ لا يتحوَّل عنها، أي طريقةٍ واحدةٍ وبيوتهم على وتيرةٍ: أي على صفٌّ. والوتيرةُ: الفَتْرَةُ في الأَمْرِ، والغَمِيزَةُ والتَّوانِى. والوَتِيرَةُ: الحَبْسُ والإِبْطاءُ. ووَتَرَةُ الفَخِذِ: عَصَبَةٌ بَيْنَ أَسْفَلِ الفَخِذِ وبَيْنَ الصَّفَنِ. والوَتِيرَةُ والوَتَرَةُ: ما بينَ المَنْخِرَيْنِ، وقِيلَ: الوَتَرَةُ: حَرْفُ المَنْخِرِ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: الوَتَرَةُ: ما بينَ الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ. والوَتَرَةُ: والوَتِيرَةُ: غُرَيْضِيفٌ في أَعْلَى الأُذُنِ يَأْخُذُ من أَعْلَى الصِّماخِ. والوَتَرَةُ من الفَرَسِ: ما بَيْنَ الأَرْنَبَةِ وأَعْلَى الجَحْفَلَةِ. والوَتَرَتانِ: هَنَتانِ كأَنَّهما حَلْقَتانِ في أُذُنَىِ الفَرَسِ، وقِيل: الوَتَرَتان: العَصَبَتَانِ اللَّتانِ بَيْنَ رُؤُوسِ العُرْقُوبَيْنِ إِلى المَأْبِضَيْنِ. والوَتَرَةُ من الذَّكَرِ: العِرْقُ الّذِي في باطِنِ الحَشَفَةِ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: هو الَّذِي بينَ الذَّكَرِ والأُنْثَيَيْنِ. والوَتَرَتَانِ: عَصَبَتانِ بينَ المَأْبِضَيْنِ وبَيْنَ رُءُوسِ العُرْقُوبَيْنِ. والوَتَرَةُ أيضاً: العَصَبَةُ التي تَضُمُّ مَخْرَجَ رَوْثِ الفَرَسِ. وَوَتَرَةُ كُلِّ شَيْءٍ: حِتارُه، وهو ما اسْتَدارَ مِنْهُ مِنْ حُرُوفِه، كحِتارِ الظُّفُرِ والمُنْخُلِ والدُّبُرِ، وما أَشْبَهَهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute