وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:
ويَكْفِيكَ ألاَّ يَرْحَلَ الضَّيْفُ مُغْضَبا ... عَصا العَبدِ والبئرُ الَّتِي لَا تُمِيهُها
يَعْنِي بعَصا العَبْد الْعود الَّذِي تحرّك بِهِ الْملَّة وبالبئر الَّتِي لَا تميهها حُفْرَة الْملَّة. وَأَرَادَ أَن يرحل الضَّيْف مغضبا فَزَاد " لَا " كَقَوْلِه تَعَالَى (مَا منَعَك أنْ لَا تَسْجُدَ) أَي أَن تسْجد.
وأعْصَى الْكَرم: خرجت عيدانه أَو عِصِيُّه وَلم يُثمر.
وَقَوْلهمْ: عبيد العَصَا أَي يُضْربون بهَا قَالَ:
قُولا لِدُودَانَ عَبِيدِ العَصَا ... مَا غَرَّكُمْ بالأسَدِ البَاسِلِ
وَقَالَ ابْن مفرغ:
العَبْدُ يُضْرَبُ بالعَصَا ... والحُرُّ تَكْفِيِه الملامَهْ
وَرجل لين الْعَصَا: رَقِيق حسن السياسة يكنون بذلك عَن قلَّة الضَّرْب بالعصا.
وضَعِيفُ العَصا أَي قَلِيل الضَّرْب لِلْإِبِلِ بالعصا، وَذَلِكَ مِمَّا يحمد بِهِ، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد غَيره قَول الرَّاعِي يصف رَاعيا:
ضَعِيفُ العَصَا بادِي العُرُوقِ تَرَى لَه ... عَلَيْهَا إِذا مَا أجْدَبَ الناسُ إصْبَعا
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَالْعرب تعيب الرعاء بِضَرْب الْإِبِل لِأَن ذَلِك عنف بهَا وَقلة رفق وَأنْشد:
لَا تَضْرِباها واشْهَرَا لَهَا العِصِي
فَرُبَّ بَكْرٍ ذِي هِبابٍ عَجرَفِي
فِيهَا وصَهْباءَ نَسُولٍ بالعَشيِ
يَقُول أخفياها بشهركم العِصِيَّ لَهَا وَلَا تضرباها وَأنْشد:
دَعْها من الضَّرْبِ وبَشِّرْها بِرِي ... ذَاكَ الذّيادُ لَا ذِيادٌ بالعِصِي