كتاب غرائب التفسير وعجائب التأويل

سورة الانفطار - قوله: (إن الأبرار لفي نعيم (١٣) وإن الفجار لفي جحيم (١٤) . - ج: 2 - ص: 1316

أي يوم خلقك، وقرىء بالتخفيف، أي عدل بعضك ببعض.

فصرت معتدل القامة.

العجيب: "في" معناه إلى أي صورة ما شاء من أب وأم وخال

وعم، ودميم وجميل وقصير وطويل، صرفك، و "مَا" في الآية صلة، و "في"

متصل بـ "ركبك" وقول من قال: "مَا" شرط، و "في" متصل بقوله: (ركبك) سهو، لأن ما يتعلق بالجزاء لا يتقدم على الشرط، وقول من قال: متصل بـ "فعدلك" سهو، لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله فصح أن "مَا"، صلة، و"في" متصل بـ "ركبك ".

قوله: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) .

محمولان على الاستحقاق، وأن الله قد حكم لهم ذلك، فـ "إن

واللام "، يأتيان للحال.

قوله: (يومَ لا تملِك) .

قرىء بالرفع أي يوم الدين يوم لا تملك. وقرىء بالنصب، قال أبو

علي: أي الجزاء يوم لا تملك. وهو خبر مبتدأ. ذلك المبتدأ حدث. قال أبو

علي: النصب على أمر آخر، وهو أن اليوم لما جرى في أكثر الأمر ظرفاً

ترك على ما كان يكون عليه في أكثر أمره، واستدل بقوله: (وما دون

ذلك " (ومن دون ذلك) ، ولا يرفع ذلك أحد من العرب ولا من

القراء، وزعم الكوفيون أنه مبني على الفتح، لإضافته إلى الفعل.