[سورة البينة]
قوله تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ) .
من للتبيين، والمشركين عطف على أهل الكتاب، وقيل: من
للتبعيض، والمشركين عطف على الذين كفروا، واتبع الذين لفظا للجوار.
بدليل قراءة ابن مسعود: "لَمْ يكنِ المشركينَ وأهلَ الكتاب منفكين ".
قال الشيخ الإمام: الغريب: يحتمل أن قوله "والمشركين " مفعول معه
من وجهين: أحدهما: على تقدير العطف على الذين، والثاني: على الواو
في كفروا، فإن المفسرين من آخرهم: فسروا منفكين تفسيرين أحدهما عام
يشمل أهل الكتاب والمشركين. والثاني: يخص أهل الكتاب دون
المشركين، فيصير حمله على ما قبله، إلا أن نجعل الواو بمعنى مع، فيصير
كقولك: لم يكن الذي ترك والأسد راكبا خيرا من الذي ترك دون الأسد.
قوله: (منفكين) أي عن الكفر. وانفك يأتي على وجهين:
أحدهما: بمعنى: انفصل، كما في الآية. والثاني: بمعنى: زال. فيصير من
باب كان، ويلزمه حرف النفي، ولا يدخل إلا في خبره.
قوله: (رَسُولٌ) : بدل من البينة، وقيل: هي رسول.
الغريب: الذي جاءهم رسول.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute