للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كفيه على طرف عصا ثم وضعها تحت ذقنة فمات، وبقي ذلك سنة إلى أن

أكلت الأرضة أسفل عصاه فخر ساقطاً.

العجيب: أرسل الجن الأرضة على العصا حتى أكلتها، وقالت لها

بعد أكلها: لو كنت تأكلين الطعام وتشربين الشراب لأتياك بأطيب طعام وألذ شراب، ولكن سننقل إليك الماء والطين حيث كنت.

قوله: (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ)

تبين يأتي لازماً ومتعدياً، فإذا جعلته لازماً، فالتقدير فلما خر ظهر جهل الجن أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.

ومحل "أَنْ لَوْ" رفع بدل من "الفاء" على الذي حذف وأقيم المضاف إليه

مقامه، وإذا جعلته متعدياً فالمعنى علمت الجن و (أَنْ لَوْ) في محل

نصب، وكانوا يزعمون أنهم يعلمون شيئاً من الغيب، وقيل: كانوا يظهرون

تمويها، فعلموا أن ذلك قد ظهر للناس.

الغريب: قرأ ابن عباس: "تبينت الإنس أن لو كانوا"، وقرأ ابن

مسعود: "تبينت الإنس أن الجن لو كانوا"، وقراءة يعقوب: "تُبينت" على

المجهول محمولة على قراءتهما.

قوله: (مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)

أجمع المفسرون على أنهم

بقوا في العذاب مدة، وإنما أخذوا ذلك من قراءة ابن عباس ما لبثوا حولا

كاملا في العذاب المهين.

الغريب: الثعلبي، لم يعلموا مذ كم مات فوضعوا الأرضة على

العصا فأكلت منها يوماً وليلة ثم حسبوا على ذلك النحو فوجدوه قد مات من سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>