للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (لِيَسْأَلَ)

" اللام" متصل بأخذنا، والمعنى عما قالوا لقومهم، والسؤال توبيخ

لمن كذبهم، ومثل (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ) ، قال الشيخ

الإمام الغريب: يحتمل أن الصدق بمعنى التصديق، أي عن تصديق قومهم

إياهم، كما في الآية، فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ.

العجيب: ليس سؤالا وإنما هو عبارة عن محاسبة الصادق والكاذب.

قوله: (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ) .

الرئة تنتفخ عند الخوف فيرتفع القلب حتى يكاد يبلغ الحنجرة، وهذا

مجاز أبلغ من الحقيقة.

قوله: (مَا وَعَدَنَا) .

وذلك أن النبي - عليه السلام - حين أمر بحفرِ الخندق، عرضت

صخرة شقت على من كان يليها، فلما رأى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل إلى الخندق وأخذ معولًا من سلمان، فضرب تلك الصخرة ثلاث ضربات، فخرج

مع كل ضربة كهيئة البرق، فقال سلمان، لقد رأيت أمراً عظيماً. فقال -

عليه السلام -: " لقد رأيت في الضربة الأولى أبيض المدائن، وفي

الثانية قصور اليمن، وفي الثالثة مدائن الروم، وليفتحن الله هذه على

أمتي ".

فلما حصرهم الأحزاب واشتد عليهم المجال، قال مُعَتِّب بن

قشير، يعدنا أن يفتح علينا قصور الروم وفارس واليمن ولا يستطيع أحدنا

أن يذهب إلى الخلاء، مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا. فأنزل الله (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ) . الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>