[سورة الأنعام]
عن وهب إن أول التوراة فاتحة الأنعام، وآخرها سورة هود.
وقيل: آخرها آخر سورة بني إسرائيل.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) .
جمع السماوات، لأنها سبع طباق، عُلم ذلك بدلائل قطعية، ووحد
الأرض، لاتصال بعضها ببعض في الطول والعرض.
الغريب: الأرض، جمع أرضة، والتصغير وجمعها على أرضين يدلان
على ذلك، وقدم السماء لشرفها، وقيل: لأنها خلقت قبل الأرض.
قوله: (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)
أي خلقهما، والفرق بينهما، أن "خلق" معناه أحدث فحسب، و "جَعَلَ" معناه أحدثه متكررا.
الغريب: "جَعَلَ" حال، و "قد" مقدر معه: تقديره خلق السماوات
والأرض وقد جعل الظلمات والنور، وجمع الظلمات، لأنها تحدث عن
أشياء: ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة البحر، ووحد النور، لأنه متحد
الوصف وهو ما يرى ويرى به، وقدم الظلمات لأنها خلقت قبل النور وعن
مجاهد: كان الزنادقة تقول: يزدان خالق النور، يعنون الله، وأهرمن
خالق الظلمة يعنون إبليس، فأنزل الله (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)
وقيل: هما الليل والنهار، وقيل: النار والجنة، وقيل: الكفر والإيمان.
الغريب: هما الأجساد والأرواح.