والثاني: قالوا: سمعنا ولم يقولوا عصينا لفظاً، بل حالهم دل على ذلك.
والغريب: ما قال الحسن: أولئك آمنوا طوعاً أو كرها، وإنما هو من
كلام من أدرك محمدا - صلى الله عليه وسلم -، ثم رجع إلى ذكر آبائهم فقال:(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) ، أي حب العجل، وهو من قولهم هو مشرب عمره؛ لأنك لا تقول أشرِبتهُ بعض سقيته، ولفظ أكثر المفسرين: سقوا حب العجل، وقيل: سقوا الماء الذي في سحالة العجل من قوله: (لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) .
قال في هذه السورة:(وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ) ، وفي الجمعة (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ) ، لأن دعواهم في هذه السورة بالغة قاطعة، وهو كون الجنة لهم
بصفة الخلوص، فبالغ في الرد عليهم بـ "لَنْ"، وهي أبلغ ألفاظ النفي،