وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ الله تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ» [البخاري: ١٠٤٨]، فدلَّ على أنَّ كلَّ آيةِ تخويفٍ يُصَلَّى لها، وأمَّا ما حصل في عهد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من رياحٍ وصواعقَ فقد تكون معتادةً.
(فَصْلٌ) في صلاة الاستسقاء
- مسألةٌ: الاستسقاء: الدُّعاء بطلب السُّقيا على صفةٍ مخصوصةٍ، على ثلاثة أنواعٍ:
١ - الاستسقاء بالصَّلاة، وهو أكملها، وأشار إليه بقوله:(تُسَنُّ صَلَاةُ الِاسْتِسْقِاءِ)؛ لقول عبد الله بن زيدٍ رضي الله عنه:«خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إِلَى القِبْلَةِ يَدْعُو، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، جَهَرَ فِيهِمَا بِالقِرَاءَةِ»[البخاري: ١٠٢٤، ومسلم: ٨٩٤].
٢ - استسقاء الإمام يوم الجمعة في خطبتها، كما فعل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في حديث أنسٍ رضي الله عنه [البخاري: ٩٣٣، ومسلم: ٨٩٧].
٣ - الاستسقاء بالدُّعاء المجرد دون صلاةٍ؛ لما روى عُمَيْرٌ مولى آبي اللَّحْمِ رضي الله عنه: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ قَرِيبًا مِنَ الزَّوْرَاءِ قَائِمًا، يَدْعُو يَسْتَسْقِي رَافِعًا كَفَّيْهِ، لَا يُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَهُ، مُقْبِلٌ بِبَاطِنِ كَفَّيْهِ إِلَى وَجْهِهِ. [أحمد: ٢١٩٤٤، وأبو داود: ١١٦٨، والترمذي: ٥٥٧، والنسائي: ١٥١٤].