المأذون غير مضمونٍ، ولحديث أبي هريرةَ رضي الله عنه مرفوعًا، وفيه:«لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ، قَالَ: اللهمَّ لَكَ الحَمْدُ، عَلَى غَنِيٍّ»، ثمَّ قال في الحديث:«فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ قُبِلَتْ»[البخاري: ١٤٢١، ومسلم: ١٠٢٢].
- فرعٌ: يُسْتَثْنَى من ذلك: إذا دفعها لغنيٍّ يظنُّه فقيرًا، وإليه أشار بقوله:(إِلَّا لِغَنِيٍّ ظَنَّهُ فَقِيرًا)؛ فإنَّها تجزئه؛ لحديث أبي هريرةَ السَّابق.
- مسألةٌ:(وَتُسَنُّ صَدَقَةُ التَّطَوُّعِ) بالفاضل عن كفايته وكفاية من ينفق عليه (كُلَّ وَقْتٍ)؛ لأنَّ الله حثَّ عليها في آياتٍ كثيرةٍ، ولحديث أبي هريرةَ رضي الله عنه مرفوعًا:«خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ»[البخاري: ١٤٢٦، ومسلم: ١٠٣٤].
- مسألةٌ:(وَكَوْنُهَا) أي: الصَّدقة:
١. (سِرًّا) أفضل منها جهرًا؛ لقوله تعالى:{وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم}[البقرة: ٢٧١].
٢. وكونها (بِطِيبِ نَفْسٍ) أفضل منها بدونه؛ لقَوْله تَعَالَى {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران: ٩٢].
٣. وكونها (فِي صِحَّةٍ) أفضل منها في غيرها؛ لحديث أبي هريرةَ رضي الله عنه