(يجود بنفسه) أي: يخرجها ويدفعها، كما يدفع الإنسان ماله.
(تذرفان): بذال معجمة وفاء، أي: يجري دمعها.
(وأنت يا رسول الله): معطوف على مقدر في المعنى، أي: الناس لا يصبرون وأنت تفعل كفعلهم. ولابن سعد عن عبد الرحمن بن عوف:"فقلت: يا رسول الله، تبكي أو لم تنه عن البكاء، فقال: إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة لهو ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان، إنما هذا رحمة ومن لا يرحم لا يرحم". وله عن محمود بن لبيد:"إنما أنا بشر" ولعبد الرزاق من مرسل مكحول: "إنما نهى الناس عن النياحة أن يندب الرجل بما ليس فيه".
(ثم أتبعها بأُخرى) أي: أتبع الدمعة بدمعة أخرى، وقيل:"أتبع الكلمة بكلمة أخرى".
(فقال: ...) إلى آخره، زاد ابن سعد:"لولا أنه أمر حق ووعد صدق وسبيل نأتيه وأن آخرنا سيلحق بأولنا، لحزنا عليك حزنًا هو أشد من هذا".
فائدة: قال الواقدي: "كان موت السيد إبراهيم يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة عشر"، وقال ابن حزم:"مات قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - بثلاثة أشهر، واتفقوا على أنه ولد في ذي الحجة سنة ثمان".