وقيل: المنهي عنه الغضب المكتسب، وقيل: المعنى: لا تفعل ما يأمرك به الغضب، وقيل: هو أمر بالتواضع، وإن الغضب إنما ينشأ عن الكبر لكونه يقع عند مخالفة من يريده فيحمله الكبر على الغضب، وقيل: لأن السائل كان غضوبًا، وكان في - صلى الله عليه وسلم - يأمر كل أحد بما هو أولى به، فاقتصر في وصيته على ترك الغضب.
قال ابن التين: جمعت هذه الوصية خير الدنيا والآخرة، وقال غيره: يترتب على الغضب تغير الظاهر والباطن من القلب واللسان والجوارح دينا ودنيا من تغير اللون والرعدة في الأطراف واستحالة الخلقة، وخروج الأفعال على غير ترتيب وإضمار الحقد والسوء على اختلاف أنواعه، وانطلاق اللسان بالشتم والفحش، واليد بالضرب والقتل، وربما مزق ثوبه أو لطم خده أو كسر الآنية، أو ضرب من ليس له ذنب.
قال الطوفي: وأقوى الأشياء في دفع الغضب استحضار أنه لا فاعل إلا الله، وأنه لو شاء لم يكن ذلك الغير منه، فإنه إذا غضب والحالة هذه كان غضبه على ربه، ثم التعوذ من الشيطان واستحضار ما جاء في كظم الغيظ من الفضل.