للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فيأتيهم) أي: أهل قباء على حد: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}.

١٤ - بَابُ إِثْمِ مَنْ فَاتَتْهُ العَصْرُ

٥٥٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {يَتِرَكُمْ} [محمد: ٣٥] «وَتَرْتُ الرَّجُلَ إِذَا قَتَلْتَ لَهُ قَتِيلًا أَوْ أَخَذْتَ لَهُ مَالًا».

(تفوته العصر)، للكشميهني. "صلاة العصر".

(كأنما) له: "فكأنما".

(وتر أهله): بالنصب والنائب عن الفاعل ضمير في وتر عائد إلى الذي، لأنه متعد إلى اثنين، قال تعالى {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}.

وقال القرطبي: "يروى بالنصب على أن وتر بمعنى: "سلب وبالرفع على أنه بمعنى: "أخذ وحقيقة الوتر كما قاله الخليل: "الظلم في الدم، فاستعماله في المال مجاز لكن قال الجوهري: "الموتر الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، ويقول أيضًا: وتره حقه أي نقصه، وقيل: الموتر من أخذ أهله وماله وهو ينظر (إليه)، وذلك أشد لغمه، فوقع التشبيه بذلك لمن فاتته الصلاة، لاهنه يجتمع عليه غمان: غم الإثم، وغم فقد الثواب، كما يجتمع على الموتر غمان: غم السلب، وغم الطلب بالثأر.

وقيل: معنى "وتر": أخذ أهله وماله فصار وترًا، أي: فردًا، ثم قيل: يختص العصر بذلك لعلة لا تدرك، وقيل: لأنها وقت السعي على

<<  <  ج: ص:  >  >>