للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣ - بَابٌ: أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْوَمُهُ

٤٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟» قَالَتْ: فُلَانَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا، قَالَ: «مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا» وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.

(يحيى): هو ابن سعيد القطان.

(فقال: من هذه)، للأصيلي: "قال" بغير "فاء".

(فلانة): هي "الحولاء" بمهملة ومد، بنت تويت -بمثناتين مصغر- "ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى".

(تذكر): بفتح الفوقية والفاعل "عائشة". وفي "مسند الحسن بن سفيان": "هذه فلانة، وهي أعبد أهل المدينة". وفي "مسند أحمد": "لا تنام، تصلي". وروي "يذكر" بالتحتية والبناء للمفعول، أي: يذكرون أن صلاتها كثيرة.

(ومه): كلمة زجر بمعنى: أكفف، فيحتمل أن يكون زجرًا عن ذلك الفعل، ويحتمل أن يكون زجرًا لعائشة عن مدح المرأة بما ذكرت.

(لا يمل الله حتى تملُّوا) بفتح الميم فيها، و"الملال": استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته وهو محال على الله، فإطلاقه عليه من باب المشاكلة نحو: {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} هذا أحسن مجاملة، وفي بعض طرقه عن عائشة: "اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل" أخرجه ابن جرير في "تفسيره"، أي: لا يقطع ثوابه ويتركه.

<<  <  ج: ص:  >  >>