للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمْلَحَ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا المَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: وهَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا المَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، فَيُذْبَحُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم: ٣٩]، وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: ٣٩].

(يؤتى بالموت كهيئة كبش): استشكل بأن الموت عرض، والعرض لا يجسد.

وأجيب: بأنه لا مانع من أن ينشئ الله من الأعراض أجسادًا يجعلها مادة لها، وقيل: إنه على سبيل التمثيل والتشبيه بأن يخلق الله كبشًا يسميه الموت ثم يذبح، ويجعل مثالًا لأن الموت لا يطرأ على أهل الجنة والنار، وقيل: خلق الله الموت على صورة كبش لا يمر بشيء إلا مات، والحياة على صورة فرس فليس بعرض.

(أملح) أي: أبيض مختلط بسواد، قال القرطبي: والحكمة من ذلك أن يجمع بين صفتي أهل الجنة والنار، البياض والسواد.

(فيشرئبون): بمعجمة وراء مفتوحة وهمزة مكسورة وموحدة مشددة مضمومة: يمدون أعناقهم ينظرون.

(فيذبح): يذبحه جبريل، وقيل: يحيى وزكرياء.

٢ - بَابُ {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [مريم: ٦٤]

٤٧٣١ - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>