للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يوجد حلاوة الإيمان) فيه استعارة تخيلية: شبَّه رغبة المؤمن في الإيمان بشيء حلو، وأثبت له لازم ذلك الشيء وأضافه إليه.

وقال النووي: معنى حلاوة الإيمان: استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين، وإيثار ذلك على أعراض الدنيا، ومحبة العبد لله بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك (محبة) الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

(مما سواهما)، عبر بها ليعم العاقل وغيره.

(لا يحبه إلا لله)، قال يحى بن معاذ: حقيقة الحب في الله: أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء.

(وأن يكره أن يعود في الكفر)، زاد. أبو نعيم في "المستخرج": "بعد إذا أنقذه الله منه" والإنقاذ أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداء بأن يولد على الإسلام ويستمر، أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان، فالعود في الأول بمعنى الصيرورة كقول شعيب: {إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} وتعديته بـ "في" دون "إلى" لتضمنه معنى الاستقرار.

(كما يكره أن يقذف في النار)، أخرجه في "الأدب" بلفظ: "وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه"، وهو أبلغ من المذكور هنا؛ لأنه سوى فيه بين الأمرين.

١٠ - بَابٌ: عَلَامَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ

١٧ - حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ».

(آية الإيمان): بهمزة ممدودة وتحتية مفتوحة وهاء تأنيث، و"الإيمان" مجرور بالإضافة، أي: علامته.

<<  <  ج: ص:  >  >>