للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ القُرَى، يَقُولُونَ يَثْرِبُ، وَهِيَ المَدِينَةُ، تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ».

(وأنها تنفي الناس) أي: الشرار منهم.

(أمرت بقرية) أي: بالهجرة إليها أو بسكناها.

(تأكل القرى) أي: تغلبهم، كنى بالأكل عن الغلبة لأن الأكل غالب على المأكول، وقيل: المعنى تفتح القرى، أي: يفتحها أهلها فيأكلون غنائمها ويظهرون عليها، وقيل: المراد غلبه الفضل، وأن الفضائل تضمحل في جنب عظيم فضلها حتى يكاد يكون عدمًا.

(يقولون: يثرب، وهي المدينة) أي: يسمونها يثرب، واسمها الذي يليق بها المدينة، وإنما كره الأول لأنه إما من الثراب وهو الفساد، أو من التثريب وهو التوبيخ، وكلاهما مستقبح، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحب الاسم الحسن، ويكره الاسم القبيح.

(تنفي الناس)، وقال عياض: "هذا خاص بزمنه لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه بها إلا من ثبت إيمانه".

قال النووي: "وليس هذا بظاهر لأن عند مسلم: "لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها"، وهذا والله أعلم زمن الدجال".

(كما ينفي الكير): بكسر الكاف وسكون التحتية: الزق الذي ينفخ فيه الحداد، قاله في "المحكم"، والكور بالضم لغة فيه.

(خبث الحديد): بفتح المعجمة والموحدة آخره مثلثة: وسخه الذي تخرجه النار، والمراد أنها لا تترك فيها من في قلبه دغل، بل تخرجه كما يميز الحداد رديء الحديد من جيده، ونسب التمييز للكير لكونه السبب الأكبر في إشعال النار التي يقع التمييز بها.

٣ - بَابٌ: المَدِينَةُ طَابَةٌ

١٨٧٢ - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

<<  <  ج: ص:  >  >>