(فقال: صدق الله ...) إلى آخره، فسقاه فبرأ، وقد اعترض بعض الملاحدة بأن العسل مسهل، فكيف يوصف لمن به الإسهال؟
وأجيب: بأن الإسهال إذا كان عن تخمة يعالج بالإسهال إذا كان بالعليل قوة ليزيل الفضول المجتمعة في نواحي المعدة ويخلو ما فيها من الأخلاط، وإنما يفيده في أول مرة، لأن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب الداء، فكأن مادته كانت غزيرة فلم تندفع إلا بالتكرار على أن بعض الأطباء ذو أن العسل تارة يجري سريعًا إلى العروق، وينفذ معه كل الغذاء، ويدر البول فيكون قابضًا، وتارة يبقى في المعدة فيهيجها بلدغها حتَّى يدفع الطعام ويسهل البطن فيكون مسهلًا.
وقوله:(كذب بطن أخيك) مجاز، أي: لم يصلح لقبول الشفاء.
(وهو داء يأخذ البطن): كانت العرب تزعم أن الصفر حبة تكون في البطن تصيب الماشية والناس، وهي عندهم أعدى من الجرب، فالحديث لنفي ذلك أو لنفي العدوى به قولان، وقيل: المراد بقوله: "لا صفر"