تبع من تصرف الرواة وأوهامهم لا يسعى في توجهه، بل العمدة على الثابت في رواية الثبت ونحوه لاتحاد القصة.
(فسكتنا)، في بعض طرقه:"فقلنا: الله ورسوله أعلم"، وذلك من حسن أدبهم، لأنهم علموا أنه لا يخفى عليه، ويعرفونه في الجواب، وأنه ليس مراده مطلق الإخبار بما يعرفونه، وفي الحج من حديث ابن عباس:"قالوا: يوم حرام"، وهو من الرواية بالمعنى.
(فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم)، يقدر في الأول:"سفك"، وفي الثاني:"أخذ"، وفي الثالث:"ثلب"، لأن الذوات لا تحرم.
و"العرض" بالكسر: موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه.
(كحرمة يومكم)، قيل: المشبه به أخفض رتبة من المشبه، ومن خلاف القاعدة.
والجواب: أن تحريم اليوم والشهر والبلد كان ثابتًا في نفوسهم مقررًا عندهم بخلاف الأنفس والأموال والأعراض، فكانوا في الجاهلية يستبيحونها، فورد التشبيه بها هو مقرر عندهم، ومناط التشبيه ظهوره عند السامع.