ويعمل بطاعة الله ويسعى فيها"، وله من حديث جابر: "فقال بعضهم: نعم المرؤ كان لقد كان عفيفًا مسلمًا".
(فأثنوا عليها شرًّا)، للحاكم عن جابر: "فقال بعضهم: بئس المرء كان إن كان لفظا غليظًا".
(أنتم شهداء الله في الأرض)، قال ابن التين: "قيل: إن ذلك مخصوص بالصحابة، لأنّهم كانوا ينطقون بالحكمة بخلاف من بعدهم.
قال: والصواب أن ذلك بالثقات والمتقين".
وقال الداودي: "المعتبر في ذلك شهادة أهل الفضل والصدق لا الفسقة لأنّهم قد يثنون على من يكون مثلهم، ولا من بينه وبين الميت عداوة، لأن شهادة العدو لا تقبل".
وقال النووي: "زعم بعضهم أن ذلك شرطه مطابقة الواقع.
والصحيح أنه على عمومه، وأن من ألهم الله الناس الثناء عليه بخبر كان دليلًا على أنه من أهل الخير، سواء أكانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، فإن الأعمال داخلة تحت المشيئة، وهذا الإلهام يستدل به على تعيينها، وبهذا يظهر فائدة الثناء". زاد ابن حجر (١): "هذا في جانب الخير واضح، وأما في جانب الشر فإنما يكون في حق من غلب شره على خيره".
قال النووي: "والظاهر أن الذي أثنوا عليه شرًّا كان من المنافقين".
قال ابن حجر (٢): "ويؤيده ما رواه أحمد بسند صحيح من حديث أبي قتادة: "أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصل على الذي أثنوا عليه شرًّا وصلى على الآخر".