ولأبي يعلى عن ابن عباس:"أن عثمان دعا أبا ذر فقال: أنت الذي تزعم أنك خير من أبي بكر وعمر؟ قال: لا، ولكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أحبكم إليّ وأقربكم مني من بقي على العهد الذي عاهدته عليه"، وأنا باق على عهده، قال: فأمره أن يلحق بالشام، فكان يحدثهم ويقول: لا يبيتن عند أحدكم دينار ولا درهم إلا ما ينفقه في سبيل الله، أو يعده لغريم، فكتب معاوية إلى عثمان: "إن كان لك بالشام حاجة فابعث إلى أبي ذر، فكتب إليه أن أقدم علي".
وله عن أبي ذر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "كيف تصنع إذا أخرجت من المسجد -أي: النبوي؟ "، قال: إلى الشام، قال: "كيف تصنع إذا أخرجت منها؟ "قال: أعود إليه -أي إلى المسجد-، قال: "كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ "، قال: أضرب بسيفي، قال: "أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدًا؟ "، قال: "تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك".