قال عياض وغيره:"وقد وجدت ذلك حيث صارت معدن الخلافة ومقصد الناس وملجأهم، وحمل إليها إخراج الأرض، وصارت من أعمر البلاد، فنقلت الخلافة عنها إلى الشام والعراق، وتغلب عليها الأعراب وتعاورتها الفتن وخلت من أهلها، فقصدتها عوافي الطير والسباع، والعوافي جمع عافية، وهي التي تطلب أقواتها".
وقال النووي:"المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة، ويوضحه قصة الراعيين، فقد وقع عند مسلم بلفظ: "ثم يحشر راعيان"، وفي البخاري: "أنهما آخر من يحشر".
قال ابن حجر: ويؤيده ما في "الموطإ"، وأنه معن بن عيسى عن أبي هريرة رفعه: "لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الذئب فيعوى على بعض سواري المسجد أو على المنبر، قالوا: فلمن تكون ثمارها؟ قال: للعوافي الطير والسباع".
(ينعقان): بكسر المهملة، وبعدها قاف من النعيق: وهو زجر الغنم.
(فيجدانها وحوشًا): بفتح الواو، أي: ذات وحش أو خالية، ولمسلم: "فيجدانها وحشًا"، والوحش من الأرض: الخلاء، أو كثيرة الوحش لما خلت.
(خرا) أي: سقطا ميتين.
فائدة: أنكر ابن عمر على أبي هريرة تعبيره في هذا الحديث بقوله: "خير ما كانت"، وقال: إنما قال: أعمر ما كانت، ولو قال: خير ما كانت لكان ذلك وهو حي، ورجع أبو هريرة إليه، أخرج ذلك عمر بن شبَّة في "أخبار المدينة".