حصين من النار"، وللنسائي: "كجنة أحدكم من القتال"، زاد أحمد من وجه آخر: "ما لم يخرقها"، زاد الدارمي: "بالغيبة".
قال ابن العربي: "إنما كان الصوم جنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات والنار محفوفة بالشهوات".
(فلا يرفث) أى: الصائم، أي: لا يتكلم بفحش.
(ولا يجهل) أي: لا يفعل شيئًا من أفعال أهل الجهل كالصياح والسفه ونحو ذلك، ولسعيد بن منصور: "ولا يجادل".
(وإن امرؤ): بتخفيف النون.
(فليقل إني صائم)، قيل: يقولها بلسانه يخاطب به من شاتمه، وقيل: بقلبه يزجر بها نفسه، وقيل: باللسان في صوم الفرض، وبالقلب في صوم النفل.
وقال ابن العربي: "الخلاف في النفل، وأما الغرض فبلسانه قطعًا".
(مرتين): لأنه آكد في الزجر.
(لخلوف): بضم المعجمة واللام، آخره فاء، وصحف من فتح الخاء: تغيير ريح الفم من الصوم.
(أطيب عند الله)، زاد أحمد وابن حبان: "يوم القيامة".
(من ريح المسك)، قيل: هو على ظاهره بأن يأتي يوم القيامة ونكهته أطيب من ريح السك، كما يأتي الشهيد، وريح دمه يفوح مسكًا، وقيل: هو كناية عن الرضى والقبول، وأنه أكثر ثوابًا من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر، وقيل: إن للطاعات يوم القيامة ريحًا يفوح، فرائحة الصيام فيه بين العبادات كالمسك"، قاله القاضي حسين في تعليقه، وقيل: المراد [أن] ذلك في حق الملائكة، وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك، وقد تنازع ابن عبد السلام وابن الصلاح في أن ذلك خاص بالآخرة، فذهب الأول إلى اختصاصه بها كدم الشهيد، لحديث يوم القيامة السابق، وخالفه ابن الصلاح لحديث البيهقي وغيره:"فإن خلوف أفواههم حين يمسون" وهذا صريح في كونه في الدنيا.