للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونقل النووي ذلك عن الأكثرين (١)، ويقرب منه قول وكيع في "تفسيره": أن يلد العجم العرب ووجهه بأن الإماء يلدن الملوك فتصير الأم من جملة الرعية، والملك سيد رعيته، وذلك لأن الرؤساء في الصدر الأول كانوا يستنكفون غالبًا عن وطيء الإماء، ويتنافسون في الحرائر، ثم انعكس الأمر خصوصًا في أثناء دولة بني العباس، وقيل: معناه: كثرة العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أَمته في الإهانة بالسب والضرب والاستخدام، فأطلق عليه ربها مجازًا وحقيقة بمعنى المربي.

(تطاول): تفاخر في تطويل البنيان.

(رعاة الإبل) بضم الراء، جمع "راع".

(البهم) بضم الموحدة ورفع الميم: صفة رعاة، وجرها: صفة الإبل، فعلى الأول المراد: أنهم مجهولون الأنساب، وقيل: سود الألوان، وقيل: الذين لا شيء لهم، وعلى الثاني المراد: الإبل السود؛ لأنها شر الألوان عندهم، وخيرها: الحمر التي يضرب بها المثال، فيقال: خير من حمر النعم.

وللأصيلي: بفتح الباء، ولا يتجه مع ذكر الإبل، بل مع ذكر الشياه، أو مع الإضافة كما في رواية مسلم: "رعاة البهم".

(تنبيه): زاد في "التفسير" شرطًا ثالثًا: "وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس"، أي: ملوك الأرض، وصرح به في رواية أبي داود.

قال القرطبي: المقصود: الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولى أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر، فتكثر أموالهم وتنصرف هممهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به.

<<  <  ج: ص:  >  >>