للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: "وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: ١٥٩] ".

(ليوشكن): بكسر الشين، أي: ليقربن أي: لا بد من ذلك سريعًا.

(حكمًا) أي: حاكمًا بهذه الشريعة.

(فيكسر الصليب)، للكشميهني: الجزية، والمعنى: أن الدين يصير واحدًا فلا يبقى أحد من الكفار يقاتل أو يؤدي الجزية. وقيل: المراد: يضع الجزية على من لم يكن يؤديها قبل ذلك من الكفار. قال النووي: والصواب أن عيسى لا يقبل إلا الإسلام.

ولأحمد: "وتكون الدعوى واحدة"، ولا ينافي ذلك كون الجزية من شرعنا، وهو لا ينسخ بنزول عيسى لأن مشروعيتها عندنا مقيدة بنزول عيسى لما دل عليه هذا الخبر فهو - صلى الله عليه وسلم - المبين لذلك لا عيسى.

وحكمته: أن وضع الجزية للحاجة إلى المال والاستعانة به، ولا حاجة إليه بعد نزول عيسى لكثرة المال حينئذ حتى لا يقتله أحد، وقيل: للشبهة عند أهل الكتاب وتعلقهم بشرع قديم، وهي تزول بنزول عيسى ومشاهدته فيصيرون كعبدة الأوثان في انقطاع حجتهم وانكشاف أمرهم.

وقد ذكر في حكمة نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه فأكذبهم الله في ذلك، وأنه هو الذي يقتلهم ويقتل رأسهم الدجال.

(ويفيض المال): بفتح أوله وكسر الفاء والضاد المعجمة: يكثر، وسبب كثرته نزول البركات وتوالي الخيرات بسبب العدل وعدم الظلم، وحينئذ تخرج الأرض كنوزها، وتقل الرغبات في اقتناء المال لعلمهم بقرب الساعة.

(حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها) أي: أنهم حينئذ يتقربون إلى الله بالعبادة لا بالتصدق بالمال. وقيل: المراد أن الناس يرغبون

<<  <  ج: ص:  >  >>