للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ»، قَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ، وَلَكِنِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ البَحْرِ، قَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لَا بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: يُفْتَحُ البَابُ أَوْ يُكْسَرُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: ذَاكَ أَحْرَى أَنْ لَا يُغْلَقَ، قُلْنَا: عَلِمَ عُمَرُ البَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ، فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ، وَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ: مَنِ البَابُ؟، قَالَ: عُمَرُ.

(فتنة الرجل في أهل وماله وجاره)، قال ابن المنير: الفتنة في الأهل: تقع بالميل إليهن أو عليهن في القسمة والإيثار، وبالتفريط في الحقوق الواجبة لهن.

وفي المال: تقع بالاشتغال به عن العبادة، أو بحبسه عن إخراج حق الله.

وفي الجار: تقع بالحسد، والمفاخرة، وإهمال التعاهد، ونحو ذلك.

(تموج كموج البحر) أي: تضطرب اضطرابة عند هيجانه، كنى بذلك عن شدة المخاصمة وكثرة المنازعة.

(إن بينك وبينها بابًا مغلقًا) أي: لا يخرج منها شيء في حياتك.

(ذلك أحرى أن لا يغلق)، لأن العادة أن الغلق إنما يقع في الصحيح، أما ما انكسر فلا يتصور غلقه حتى يجبر.

(كما أن أول غد الليلة)، أي: أن ليلة غد أقرب إلى اليوم من غد.

(بالأغاليط): جمع "أغلوطة": وهو ما يغالط به.

٣٥٨٧ - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، وَحَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، حُمْرَ الوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ.

(دلف الأنوف): جمع "أدلف" بإهمال الدال وإعجامها كحمر

<<  <  ج: ص:  >  >>